Pages

Tuesday, June 30, 2015

#برج_الكلب .. #مواليد_برج_الكلب

الكاتب: محمد بن سعد المليفي
#برج_الكلب

الأبراج هي مواقع فلكية لها  أسماء معينة كالحمل والجوزاء والعقرب، ويمكن بها تصنيف أوقات معينة من العام بالبرج الذي يبرز في ذلك الوقت، وهناك من الناس من يعتقد أن مواليد البرج هذا أو ذاك يتمتعون بصفات معينة وطبائع خاصة بسبب ولادتهم في وقت بروز هذا البرج، وأيضاً يستطيعون معرفة الحظ والمستقبل وما شابه ذلك عن طريق ارتباط هذا البرج في حياة الشخص اليومية وهذا ما يسمى علم التنجيم أو الأبراج الذي نحن كمسلمين لا نؤمن بهذه الخزعبلات والخرافات.
ولكن مؤخراً تم تداول برج جديد لا يتصل بأي وقت أو زمن ولا يمت لأي من علم التنجيم أو الأبراج بصلة، ومن المؤسف أن هذا البرج ظاهر للعيان طوال العام دون توقف، ومواليد هذا البرج بالرغم من أنهم لا يجتمعون في تاريخ ميلاد معين إلا أنهم يشتركون في صفة موحدة بينهم نستطيع تلخيصها في جملة وهي (عدم احترام الذوق العام)، ويسمى هذا البرج بـ (برج الكلب)، وهذا البرج لا يشابه برج الكلب الصيني الذي وبالمناسبة يكافئ برج الميزان في الأبراج الغربية.
عندما تقوم بركن سيارتك أمام أحد المحلات التجارية، وتذهب لداخل المحل للتبضع وأخذ احتياجاتك، تخرج من المحل لتجد أحدهم قد أوقف مركبته خلفك تماما في منتصف الطريق وأغلق عليك طريق الخروج، وتضطر عائداً لتبحث عنه ليبتعد عنك ويخرج مركبته، وبعد تعطيلك وتأخيرك والتضييق عليك، تلاقي الرد البسيط من هذا الشخص بـ (معليش).
تلاحظ وأنت تسير في شوارع أحد المدن الكبيرة في المملكة كالرياض مثلاً تجد أن الطريق متوقف تماماً بالرغم من أنه لا يوجد أي حادث مروري وليس هناك إشارة مرورية، وعند اقترابك من مكان الازدحام ترى بأن أحدهم قد ركن سيارته في منتصف الطريق دون اكتراث للغير فقط لأنه لم يجد موقف فارغ أمام المحل الذي يريده تحديداً، ولو ابتعد بضع مترات لوجد مكان ليوقف سيارته.
تتوقف أمام الإشارة المرورية قبل خط المشاة، وتنتظرها لتتحول للون الأخضر لتنطلق، وبالصدفة يأتي أحدهم من الجهة اليمنى ويتوقف أمام الجميع دون الاكتراث لأنظمة المرور أو للخطر الذي قد يحدثه للقادمين من الإشارات الأخرى، أو تجد أحدهم قد أغلق المسار المتجه لليمين فقط لأنه لا يريد الانتظار خلف المسار الأوسط أو الأيسر فيغلق المسار الأيمن لينتظر الإشارة المرورية.
والأدهى والأمر من ابناء هذا البرج، تجد أحدهم قد أغلق الشارع عن بكرة أبيه ونزل لأداء الصلاة سواءاً صلوات الجُمَع أو (التراويح) أو حتى صلوات الفرض في المساجد التي على الشوارع الرئيسية، لا أعلم هل هو يريد الأجر من الله أم يريد تحمل عبء ذنوب من سد أمامهم الطريق ورفض إعطائهم حقهم البسيط من حرية التنقل.
الأمثلة على هذا البرج لا تحصى ولا تحصر، ولكن دعونا نتسائل .. ما السبب؟ .. هل هي قلة وعي، أم عدم اهتمام؟ هل التقصير من إدارة المرور أم التقصير من ابناء المجتمع أنفسهم؟! برأيي أحد الأسباب هو أنفسنا نحن، هو أننا لا نعرف ما هو الذوق العام إطلاقا، بل كل منا يهتم بنفسه فقط دون غيره، فتجد الشخص الذي يوقف سيارته في منتصف الطريق فقط لأنه الموقف الأقرب للمكان الذي يريده ويقصده، وأيضاً من الأسباب هي التنشئة منذ الصغر، فالصغير عندما يكون راكباً مع أبيه أو أخيه ويراه يتوقف في أي مكان دون الاكتراث، لزاماً أن يفعل مثله لأنه تربى على هذا – إلا من رحم ربي –، وأهم الأسباب على الإطلاق في انتشار برج الكلب في شوارعنا هو ضعف اهتمام إدارة المرور لقانون الوقوف الخاطئ، فلطالما رأيت سيارات المرور والدوريات الأمنية تقف بنفسها وقوفاً خاطئاً أو تمر بجانب أحد ما قد أغلق الشارع على المارة، وتتخطاه وكأن شيئاً لم يكن.
فلنبدأ في تعليم أنفسنا أولاً على احترام الغير واحترام الطريق، ونعلم ابناءنا وصغارنا أن يحترموا غيرهم ونزيد من وعيهم في الاهتمام في الذوق العام، وأيضاً يجب على كل منا أن يحاول جاهداً في تغيير سلوكياته السيئة وتطوير وتعزيز سلوكياته الإيجابية، والأهم احترام الذوق العام الذي هو من تعاليم الدين الحنيف فقد قال المصطفى ﷺ: (أعطوا الطريق حقه). وعند ذلك يمكننا أن نتخلص من #برج_الكلب.

أحترم رأيك

الكاتب: محمد بن سعد المليفي

أحترمُ رأيك

 تابع الابن أباه باسم مستعار في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) دون معرفة الأب بهوية الابن الحقيقية، وأثناء طرح الأب لقضية في (تويتر) عرض الابن رأيه فيها، ورد الأب بالكثير من أدب الحوار قائلاً: "أحترمُ رأيك وإن كنت لا أتفق معه". ولم يكن الحال في البيت مثل ما كان في (تويتر) إذ تناقش الاثنان في نفس المسألة، لكن أتى رد الأب مختلفا هذه المرة: (ورا ما تنطم). بعض الآباء يردون بهذه الطريقة التي ينقصها التهذيب عندما يطرح أبناؤهم رأيا مختلفا عن آرائهم، لكن لنقف عند هذا الأسلوب في المناقشة والتعامل، ونحللها من منطلق ثقافة الحوار وإبداء الرأي!.

إذا قمت في مجتمعنا بطرح فكرة أو رأي لمن هو أكبر منك عمراً، حتى ولو كان من أكثر الناس جهلاً، فالغالب أنه لن يستمع إليك إطلاقاً، ولن يهتم برأيك لمجرد فارق السن فقط.. فالأب لن يستمع لنصيحة ابنه، والأخ الكبير لن يبدي اهتمامًا برأي أخيه الصغير، والرئيس لن يأخذ برأي مرؤوسه، والسبب أن ثقافة المجتمع تقدم رأي الأكبر دون تمييز.

عندما كنت في سن الثالثة عشر قمت بإبداء رأيي في موضوع ما، وأتاني الرد مباشرة ب (أنت بزر وش عرفك)، تلك الجملة علقت بذهني طوال حياتي. أخذت أفكر فيها كثيراً.. لماذا تم التقليل من رأيي لا لسبب إلا لأني أصغر سناً؟ لماذا لم يتم حتى توضيح الخطأ في رأيي؟ لماذا تم صفع ذاتي واتهامي بالجهل لمجرد أنني أقل عمرًا؟، ومنذ تلك الفترة وأنا أبحث عن جواب لهذا الرد، وبعد تلك الحادثة بأكثر من اثنتي عشرة سنة حدث تماماً ما كان مطابقًا لرأيي عندما كنت صغيراً وجاهلاً في نظرهم، أي أنني كنت وأنا طفل أكثر حكمة من بعض الكبار.

وحتى في المدارس فإن التعليم يكرس النظر للصغير على أن رأيه أقل شأنًا، فالمدرس هو من يقرر الحقائق فقط، أما من يطرح فكرة أو وجهة نظر من الطلاب فهو مجرد مضيعٍ لفترة الدرس. كما لا يسمح في مجالسنا للصغير أن يتحدث مع الكبار، بل ربما يطلب منه مغادرة المجلس وأمره بالتوجه للعب خارجاً. ويتم داخل البيوت وبين أفراد العائلة مقاطعة الطفل أو المراهق عندما يبدي رأيه وإسكاته؛ بحجة عدم فهمه للدنيا، ليس لشيء إلا لأنه صغير.

قتل الثقة وتدميرها في نفس الطفل أو المراهق تؤثر عليه سلباً طوال حياته (إلا من رحم ربي)، وهذا هو السبب في أن كثيراً من الشباب لا يملك الجرأة على إبداء رأيه ولا يستطيع الاستمرار في الكلام والتعبير عن ذاته. ويحدث هدم الثقة بثانية، ولكن إعادة بنائها تتطلب وقتاً طويلاً، وجهداً متواصلاً.

فلنبدأ في تعليم الصغار كيف يبدون آراءهم ويطرحون أفكارهم، وينبغي أن نعودهم على الحوار، وأن يفهموا معنى "رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب"، ونتحاور بكل احترام. عندها سنطبِّق بحق: "أحترمُ رأيك".