الكاتب: محمد بن سعد المليفي
تصرف فردي
كثيراً ما توجهنا عاطفتنا إلى الحكم على مختلف الأمور، فغالب الشعوب العربية والخليجية خصوصاً تحكم بعواطفها من دون النظر إلى الحقائق مهما كانت، فنحن نأخذ المعنى الحرفي لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) ونتناسى أن نصرته وهو ظالم تكون في منع ظلمه عن الناس.
تربيتنا وفطرتنا الدينية ولله الحمد واضحة وجلية من خلال تصرفاتنا البسيطة وردود أفعالنا غير الإرادية، ونشأنا منذ الصغر على حب الدين وعلى محبة أهل الدين، فكان الإمام أو مؤذن المسجد هو الرجل الذي نتجه إليه عند وجود معضلة ولو كانت بسيطة، ونتوجه لسؤال الملتحين عن أبسط الأمور الدينية.
عندما تجتمع العاطفة القوية مع المحبة للدين بطريقة خاطئة يتجه الموضوع إلى مسار مضطرب ومظلم ولا يمكن توقع ما يؤول إليه إلا للدمار والخراب، فنصرة أهل الدين ومحبتهم واجبة على كل مسلم فنحن كالجسد الواحد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن يجب علينا أن نأخذ في الحسبان أن كف الأذى الصادر من أخيك المسلم - ولو كان من أهل الخير والصلاح - هو نصرة له ونصرة للدين الحنيف فضلاً عن كونها من الإنسانية التي من أساس تعاليم ديننا القويم.
عندما يخطئ أحد من عامة الناس على رجل آخر من نفس المنطقة، أو نفس المدينة نستطيع تسمية ذلك بتصرف فردي، لكن عندما يخطئ موظف في بنك أو في شركة ما، ينسب ذلك الخطأ للبنك أو الشركة التي يعمل بها الموظف لكون هذا الشخص يمثل المنشأة التي يعمل بها، ونفس الحال ينطبق تماماً على موظفي الجوازات الذين يستقبلون المسافرين من حول العالم، فهم يرونه أول وجهة لهذه البلد المبارك، فخطأهم لا يمثل الجوازات فحسب، بل يمثل شعب المملكة العربية السعودية بجميع فئاته.
ومن هذا المنطلق، أرى الدفاع عن المخطئ من رجال الهيئة - الذي لا يمثل نفسه فقط، بل يمثل القطاع كاملاً - والمطالبة بعدم عقوبته، تصرف خاطئ جداً وقد يؤدي إلى الحقد والكراهية من كثير من فئات المجتمع والقطاعات الأخرى لكونه يخطئ ولا يحاسب، ومن ناحية أخرى قد تتحول الكراهية إلى تصرفات عكسية ضد هذا القطاع خصوصاً، فنحن نعلم أن لكل فعل ردة فعل مقابلة لها، فأخشى من وقوع جريمة عكسية يكون سببها تجاهل عقوبة المسيء.
ولا أعني بقولي هذا أني أطالب بأن يوقف جهاز الهيئة، كلا.. بل أنا من أكثر المؤيدين لهذا الجهاز، فجهودهم الجبارة في محاربة أهل السحر والشعوذة، وأيضاً تعاونهم مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات في القضاء على صانعي الخمور ومروجي هذه السموم في بلادي هي أعظم من أن يحاول شخص ما إخفاء هذه الجهود العظيمة، فنحن نكن لهم كل التقدير والاحترام ونقدر لهم هذه الجهود الجليلة.
وأختم بمفهوم علمنا إياه خير البرية صلوات ربي وسلامه عليه حين قال: (إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد).
وهذا لا يعني السرقة بعينها فقط، بل هي شاملة لحياتنا ككل فإقامة العقوبة على أشخاص وتغاضيها عن أشخاص إنما هي هلاك للأمم.
تربيتنا وفطرتنا الدينية ولله الحمد واضحة وجلية من خلال تصرفاتنا البسيطة وردود أفعالنا غير الإرادية، ونشأنا منذ الصغر على حب الدين وعلى محبة أهل الدين، فكان الإمام أو مؤذن المسجد هو الرجل الذي نتجه إليه عند وجود معضلة ولو كانت بسيطة، ونتوجه لسؤال الملتحين عن أبسط الأمور الدينية.
عندما تجتمع العاطفة القوية مع المحبة للدين بطريقة خاطئة يتجه الموضوع إلى مسار مضطرب ومظلم ولا يمكن توقع ما يؤول إليه إلا للدمار والخراب، فنصرة أهل الدين ومحبتهم واجبة على كل مسلم فنحن كالجسد الواحد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن يجب علينا أن نأخذ في الحسبان أن كف الأذى الصادر من أخيك المسلم - ولو كان من أهل الخير والصلاح - هو نصرة له ونصرة للدين الحنيف فضلاً عن كونها من الإنسانية التي من أساس تعاليم ديننا القويم.
عندما يخطئ أحد من عامة الناس على رجل آخر من نفس المنطقة، أو نفس المدينة نستطيع تسمية ذلك بتصرف فردي، لكن عندما يخطئ موظف في بنك أو في شركة ما، ينسب ذلك الخطأ للبنك أو الشركة التي يعمل بها الموظف لكون هذا الشخص يمثل المنشأة التي يعمل بها، ونفس الحال ينطبق تماماً على موظفي الجوازات الذين يستقبلون المسافرين من حول العالم، فهم يرونه أول وجهة لهذه البلد المبارك، فخطأهم لا يمثل الجوازات فحسب، بل يمثل شعب المملكة العربية السعودية بجميع فئاته.
ومن هذا المنطلق، أرى الدفاع عن المخطئ من رجال الهيئة - الذي لا يمثل نفسه فقط، بل يمثل القطاع كاملاً - والمطالبة بعدم عقوبته، تصرف خاطئ جداً وقد يؤدي إلى الحقد والكراهية من كثير من فئات المجتمع والقطاعات الأخرى لكونه يخطئ ولا يحاسب، ومن ناحية أخرى قد تتحول الكراهية إلى تصرفات عكسية ضد هذا القطاع خصوصاً، فنحن نعلم أن لكل فعل ردة فعل مقابلة لها، فأخشى من وقوع جريمة عكسية يكون سببها تجاهل عقوبة المسيء.
ولا أعني بقولي هذا أني أطالب بأن يوقف جهاز الهيئة، كلا.. بل أنا من أكثر المؤيدين لهذا الجهاز، فجهودهم الجبارة في محاربة أهل السحر والشعوذة، وأيضاً تعاونهم مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات في القضاء على صانعي الخمور ومروجي هذه السموم في بلادي هي أعظم من أن يحاول شخص ما إخفاء هذه الجهود العظيمة، فنحن نكن لهم كل التقدير والاحترام ونقدر لهم هذه الجهود الجليلة.
وأختم بمفهوم علمنا إياه خير البرية صلوات ربي وسلامه عليه حين قال: (إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد).
وهذا لا يعني السرقة بعينها فقط، بل هي شاملة لحياتنا ككل فإقامة العقوبة على أشخاص وتغاضيها عن أشخاص إنما هي هلاك للأمم.